اجمل ماقيل في المــدح للفرزدق

من روائع الفرزدق في المدح ..

قائل القصيدة:
هو الفرزدق و اسمه همام بن غالب بن صعصعة من تميم، و كنيته: "أبو فراس"، و هو أحد أشهر الشعراء عبر التاريخ،
و قد لقّبَ بـ "الفرزدق" و هو الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت و قيل هي قطعة العجين التي تبسط فيخبز منها الرغيف لأنه كان غليظـًا جهمًا ،
و قد كان يُعرف بقصائد المدح الهجاء و الفخر، لينال العطايا و الجوائز، و قد كان له ذلك،
و لكن هذه القصيدة قالها لتأييد الحق و أهل الحق، حيث أنه رفض عطيَّة الإمام زين العابدين،
حتى أنه أصبح يُذكر بالخير بسببها، و أول ما يطرأ بفكرنا عند ذكر اسمه هي هذه القصيدة،

سبب القصيدة:
أنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام ولاية أبيه عبد الملك بن مروان طاف بالبيت و حاول أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام
فنصب له كرسيـًّا و جلس عليه ينظر إلى الناس، و معه جماعة من أعيان الشام،
فبينما هو كذلك إذ أقبل سيدنا الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء -رضي الله عنهم أجمعين- ،
فطاف بالبيت فلمـا انتهى ذهب نحو الحجر الأسود فانشق له الناس شِقــَّـيْن و همُّوا يقبلونه يده حتى وصل إلى الحجر،
فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟
فقال عبد الملك بن مروان: لا أعرفه، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام،
و كان الفرزدق حاضرًا، فأخذته الغيرة على رسول الله و أهل بيته، و أنشد يقول ارتجـــالا ً:-

(1) هذا الذي تــَعْرفُ الْبَطـْحَاءُ وَطْأتَه ُ = وَ الْبَيْتُ يَعْرفُهُ و الْحِلُّ وَ الْحَرَمُ
(2) هذا بن خَيْر عِبَادِ اللهِ كُلـِّهـِمُ = هذا التــَّـقِـيُّ النــَّـقِـيُّ الطــَّاهِرُ الـْعَلَمُ
(3) هذا ابن فاطمةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ = بِجَدِّهِ أنْبِيَاءُ اللهِ قدْ خُتِمُوا
(4) و ليْسَ قَوْلُكَ: (مَنْ هَذَا؟)، بـِضائِرهِ = العُرْبُ تَعْرفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَ العَجَمُ
(5) كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا = يُسْتَوْكَفَانِ وَ لَا يَعْرُوهُمَا عَدَمُ
(6) سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لَا تُخْشَى بَوَادِرُهُ = يَزينُهُ اثنَانِ: حُسْنُ الْخَلْقِ وَ الشِّيَمُ
(7) حَمَّالُ أثْقَالِ أقوَام ٍ إذَا افتُدِحُوا = حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
( Cool

مَا قَالَ: (لَا) قَطُّ إلا فِي تَشَهُّدِهِ = لَوْلَا التَّشَهُّدِ كَانَتْ لَاءَهُ نَعَمُ
(9) عَمَّ الْبَريَّة بالإحْسَان فانْقَشَعَتْ = عَنْهَا الْغَيَاهِبُ وَ الْإمْلَاقُ وَ الْعَدَمُ
(10) إذَا رَأتْهُ قرَيْشٌ قالَ قائِلُهَا: = إلَى مَكَارم ِ هَذَا يَنْتَهي الْكَرَمُ
(11) يُغْضِي حَيَاءً وَ يُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ = فَمَا يُكَلَّمُ إلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ
(12) بكَفهِ خَيْزَرَانٌ ريحُهُ عَبـِقٌ = مِنْ كَفِّ أرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ
(13) يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ = رُكْنُ الْحَطِيم ِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
(14) اللهُ شَرَّفَهُ قِدْمًا وَ عَظمَهُ = جَرَى بذَاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ الْقَلَمُ
(15) أيُّ الْخَلَائِقِ لَيْسَتْ فِي رقابِهِم ِ = لِأوَّلِيَّةِ هَذا أوْ لّهُ نِعَمُ
(16) مَنْ يَشْكُر اللهَ يَشْكُرْ أوَّلِيَّة ذَا = فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الْأمَمُ
(17) يُنْمَى إلَى ذُرْوَةِ الدِّينِ التِي قصُرَتْ = عَنْهَا الْأكُفُّ وَ عَنْ إدْرَاكِهَا القّدَمُ
(18) مِنْ جَدِّهِ دَانَ فَضْلُ الْأنْبِيَاءِ لَهُ = وَ فَضْلُ أمَّتِهِ دَانَتْ لَهُ الْأمَمُ
(19) مُشْتَقة ٌمِنْ رَسُولِ اللهِ نَبْعَتُهُ = طَابَتْ مَغَارسُهُ وَ ْاِلخيمُ وَ الشّيَمُ
(20) يَنْشَقّ ثَوْبُ الدَّجَى عَنْ نُور غُرَّتِهِ = كَالشّمْس ِ تَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظلَمُ
(21) مِنْ مَعْشَر ٍ حُبُهُمْ دِينٌ، وَ بُغْضُهُمُ = كُفْرٌ، وَ قرْبُهُمُ مَنْجَى وَ مُعْتَصَمُ
(22) مُقدَّمٌ بَعْدَ ذِكْر ِ اللهِ ذِكْرُهُمُ = فِي كُلِّ بَدْءٍ وَ مَخْتُومٌ بهِ الْكَلِمُ
(23) إنْ عُدَّ أهْلُ التّقى كَانُوا أئِمَّتَهُمْ = أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أهْل ِ الْأرْض ِ؟ قِيلَ: هُمُ
(24) لَا يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بَعْدَ جُودِهِمُ = وَ لَا يُدَانِيهِمُ قٌوْمٌ وَ إنْ كَرُمُوا
(25) هُمُ الْغيُوث إذَا مَا أزْمَة ٌ أزَمَتْ = وَ الْأُسْدُ أُسْدُ الشَّرَى وَ الْبَأسُ مُحْتَدَمُ
(26) لَا يُنْقِصُ الْعُسْرُ بَسْطـًا مِنْ أكُفّهِمُ = سِيَّان ِ ذَلِكَ إنْ أثرَوْا وَ إنْ عَدِمُوا
(27) يُسْتَدْفَعُ الشَّرّ وَ الْبَلْوَى بِحُبِّهِمُ = وَ يُسْتَرَبُّ بِهِ الْإحْسَانُ وَ النّعَمُ

عضو عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 15/05/2011

قصيدة رائعة بكل معنى الكلمة
لا تحرمنا من هذه القصائد

مشرف عدد المساهمات : 109 تاريخ التسجيل : 28/04/2011

قصيده رائعه وعذبة الكلمات

مشكور يعطيك العافيه

تقبل مروري اخـوك : ابـو خـالد

» من احسن ماقيل في
» اجمل الصور من اعماق البراكين الخامدة